مصير الدولار فى عهد ترامب

عندما تم انتخاب ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية ارتفع الدولار بقوة أمام سلة العملات وكان ذلك نتيجة التحفيزات الاقتصادية التى أدلى بها ترامب وأيضا الوعود بالتخفيضات الضريبية وزيادة البنية التحتية مما زاد من زيادة ثقة المستثمرين فى الاستثمار فى أمريكا وأيضا أدى الى قوة الدولار لأن ذلك كان من شأنه تنمية الاقتصاد الامريكى .

لكن سرعان ما عاود الدولار الهبوط مرة اخرى مسجلا انخفاضا قويا أمام سلة العملات فى شهر يناير مسجلا أنخفاضا بنسبة 2.6 فى المية ليصبح أسوء شهر يناير على الدولار منذ عام 1987 .

ومن أسباب هذا الشهر السئ على الدولار هو شكوى ترامب بأن قوة الدولار قد تشكل خطرا على الاقتصاد الامريكى ولكن فى توقعى أن حديث ترامب هذا جاء بسبب أن ترامب أدرك صعوبة تنفيذ الوعود التى أدلى بها من قبل بشان التخفيضات الضريبية وزيادة البنية التحتية لذلك رأى أنه من الافضل التراجع ولو بشكل غير صريح عن طريق تصريحات مثل قوة الدولار يؤثر خطرا على الدولة وهو فى هذا السيناريو يسير على خطى الصين واليابان لكن الفارق أن الصين واليابان يوجد لديهم صادرات ضخمة جدا مما يعوض هذا النقص فى قيمة العملة .

ثانى ضربات ترامب كانت بقرار منع مواطنى 7 دول عربية من الدخول الى الولايات المتحدة وأيضا منع استقبال اى لاجئين مرة أخرى أدى إلى زيادة التقلبات وأثر على الدولار بشدة مما ساعد على استكمال التراجع القوى خلال شهر يناير خاصة مع ظهور مظاهرات رافضة لهذه القرارات وأيضا مع ظهور حكم قضائى من المحكمة بوقف العمل بهذا القرار الأمر الذى أدى إلى وضع ترامب بموقف محرج أمام العالم وتأكيد أن قرارات ترامب حتى الان هى قرارات غير مدروسة ولا يوجد بينه وبين باقى السلطة ترابط فى وجهات النظر وهو الامر الذى يوضح تخبط قرارات الرئيس الجديد مما زاد من الغموض حول مستقبل الدولار وأيضا حول إمكانية تنفيذ الوعود التى وعد بها ترامب الشعب الامريكى .

كل ما سبق يوضح أن الوضع لن يكون جيد بالنسبة للدولار على الأقل خلال الثلاث أشهر القادمة حتى تتضح الرؤية أو تظهر بوادر تغيرات على السياسة الحالية لترامب وبدء تنفيذ الوعود التى وعد بها ترامب الشعب الامريكى حول تخفيض الضرائب وبدء تطويرات فى البنية التحتية للبلاد والتراجع عن الموقف العدائى التى يتخذه ضد المسلمين وأيضا عنصريته ضد السود فى أمريكا وحتى يحدث ذلك أتوقع أن يستمر تدهور الدولار فى الفترة القادمة .